لمحات
تم إنشاء كلية الصيدلة بارادة ملكية سامية بتاريخ 18/10/1979، كدائرة من دوائر كلية العلوم الطبية في جامعة اليرموك، وتحولت الى كلية مستقلة بتاريخ 16/9/1983، ثم انتقلت الى رحاب جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية بتاريخ 10/8/1986، حيث أقيم مبنى الكلية على مساحة تبلغ سبعة الآف (7000م2) متر مربع، ويضمّ هذا المبنى المكاتب الادارية، والمختبرات، والقاعات التدريسية، والمرافق الخاصة بالكلية. ولقد توجت الكلية جهودها بحصولها على جائزة سمو الامير الحسن بن طلال للتميز وذلك عن انشاء وتفعيل برنامج دكتور صيدلة وخدمات الصيدلة السريرية.
لقد تطورت العلوم الطبية بشكل عام، والصيدلة بشكل خاص في العصور الحديثة، بدءاً من العصور الوسطى ؛ ومع التطور المذهل الذي طرأ على كافة العلوم الطبية، فان الصيدلة كان لها نصيب وافر من التطور كالعلوم الطبية الأخرى، ذلك أنها بالإضافة إلى ما استفادت منه في التطور الهائل في المجال الكيميائي، وكان هذا جليا في القرن التاسع عشر، فقد شرع علماء الصيدلة في استبدال العقاقير النباتية والحيوانية بمواد كيميائية، وذلك بعد أن تقدم علم العقاقير وكيمياء العقاقير، في فصل الجواهر الفعالة من المصادر الطبيعية من حيوانية أو نباتية، وعزلها. وقد شهدت التشريعات الصيدلية تطورا" كبيرا" في القرون الماضية في أوروبا وأمريكا، بحيث تم وضع أسس ممارسة المهنة، والتراخيص، ونسبة الصيادلة إلى عدد السكان، والمسافة بين الصيدليات، وخدمات الصيادلة في المناطق الريفية والبعيدة. وقد واكب هذا التقدم في الممارسة الصيدلية والتشريعات الصيدلية، تقدم آخر في المجالات الأخرى المرتبطة بالصيدلة، كالتعليم الصيدلي، وكليات الصيدلة، وتحضير الأدوية، والصناعة الدوائية، والتنظيمات والجمعيات والنقابات الصيدلية، التي تعمل على المستوى المهني والعلمي على حد سواء.
كما كان لتقدم الصناعة الدوائية الأثر الكبير في تغيير نمط الممارسة الصيدلية، فبعد أن كان الصيدلاني متميزاً في تركيبه للأدوية في مختبر الصيدلية، الذي كان في بعض الحالات يشكل 90% من مساحة الصيدلية، أصبح التركيب في الصيدليات قاب قوسين أو أدنى من الاندثار، مع اختفاء مهارات الأطباء في كتابة وصفات التراكيب، واختفاء خبرة الصيادلة في تركيب الأدوية، وهكذا آلت الأمور إلى أن ينحصر دور الصيدلي في صرف الأدوية. وقد صاحب هذا التآكل في علم تركيب الدواء من قبل الصيادلة، ازدياد في الحاجة إلى أن يطبق الصيدلي الممارس علوم الصيدلة السريرية في صرف الدواء، وتحرى تداخل الأدوية مع بعضها، ومدى ملاءمتها للمريض المعالَج، وما يعنى ذلك من تحول الصيدلي من خبير في الدواء وتركيبه، إلى خبير في تقديم العلاج الأفضل، الخالي من التنافر والتداخل إلى المريض، ومراعاة ظروف هذا المريض، ومدى ملاءمة الدواء لهذا المريض. وهكذا كان، فقد أُدخلت الصيدلة السريرية في التعليم الصيدلي، وفي الممارسة الصيدلية، بشكل تدريجي، على الرغم من وجود معارضة ورفض شديدين، من قبل جهات عديدة، كان من بينها الصيادلة أنفسهم، ولكن الحاجة فرضت نفسها، فكانت الغلبة لعلم الصيدلة السريرية، واستتباب دراستها بشكل نهائي، وقد مكنت لنفسها أولا في أمريكا، ومن ثم أوروبا، وبقية بلدان العالم.
يقوم بتدريس المواد المطروحة في الأقسام الثلاثة اكثر من 70 عضو هيئة تدريس من حملة الدكتوراه او الماجستير، يساعدهم في تدريس المقررات العملية عدد كبير من مساعدي البحث والتدريس ومشرفي التدريب السريري والفنيين وطاقم اداري كبير.
تمتاز كلية الصيدلة في جامعة العلوم والتكنولوجيا بنشاطها البحثي، فمنذ نشأتها تم نشر ما يقارب من اكثر من 500 بحث، في التخصصات المختلفة، في مجلات عالمية مصنفة ومحكمة، وأقامت هذه الكلية العديد من المحاضرات والمؤتمرات العلمية وورشات العمل، كما قامت الكلية بتقديم الاستشارات العلمية، والأبحاث المشتركة المتعددة، مع المؤسسات الحكومية الآخرى، وشركات الصناعة الدوائية. اما أهم مجالات البحث فيها فتشمل:
- تخليق وتشييد الأدوية وتقييمها.
- تطوير طرق تحليل جديدة للأدوية.
- تطوير نظم حديثة لإيصال الدواء للجسم.
- دراسات في ثبات الأدوية.
- تطوير أداء الأدوية من خلال تغيير الخصائص الفيزيائية والكيميائية.
- تقييم الفاعلية الدوائية لبعض النباتات في الأردن.
- فصل المركبات الفعالة في النباتات وتحديد بنيتها الكيميائية.
- دراسات فعالية الدواء واستخداماته
- دراسات سمية الدواء
- الصيدلة السريرية والادارية
- الاقتصاد الدوائي
وقد تمَّ تطوير البرامج المطروحة، فبعد أن كانت تقتصر على درجة البكالوريوس، تم افتتاح برنامج للحصول على درجة الماجستير في الصيدلة التكنولوجية عام 1993، ودرجة الدكتوراه في الصيدلة التكنولوجية عام 1998، كما تمَّ البدء في برنامج للحصول على درجة الماجستير في الصيدلة السريرية عام 1999، وبدءاً من عام 2000، تمَّ قبول طلبة في ثلاثة برامج، الأول: برنامج دكتور صيدلة، والثاني: الماجستير في الكيمياء الطبية والعقاقير، والثالث: الماجستير في الرقابة النوعية.
وقامت الكلية بجهد كبير في تجهيز الكلية بالمواد الكيماوية والأجهزة الحديثة، لخدمة الأغراض التدريسية والبحثية، فمن الأجهزة الموجودة حاليا جهازFT-IR ، وجهاز GC-MS، وجهازTGA –DSC، وعدد من أجهزةHPLC. وتحتوي الكلية على متحف للنباتات الطبية في الكلية يهدف لخدمه طلبتها، و خدمة الأبحاث المتعلقة بهذه النباتات، وتعريف المجتمع المحلي بدورها في الصيدلة. وقد تم إنشاء مختبر للاجهزة السمعية والبصرية في مبنى الكلية، لمواكبة التقدم العالمي في مجال التدريس في مختلف التخصصات النظرية والعملية، ومختبر لأجهزة الحاسوب موصول بشبكة المعلومات العالمية ؛ وكذلك تم انشاء صيدلية تشبيهيه ومختبرين للحالات السريريه, وتطبيقا لأهداف الكلية لخدمة المجتمع المحلي، قامت الكلية بإنشاء مكتب المعلومات الدوائي لتقديم الاستشارات الدوائية من جميع الجوانب.
ولمواكبة التطور العالمي الذي طرأ على مهنة الصيدلة، قامت الكلية بمراجعة شاملة للخطط الدراسية في الكلية بعد استشارة ذوي الرأي في هذا المجال، حيث أقامت عدداً من الندوات وورشات العمل لدراسة الخطط الدراسية المطروحة في كليات الصيدلة في عدد من الدول العربية والأوروبية والأمريكية، ومن هذا المنطلق، تمَّ التركيز على تخصص الصيدلة السريرية لمرحلة البكالوريوس ووضع خطة جديدة للحصول على درجة دكتور صيدلة، لمواكبة هذا التطور العالمي وخدمة للمجتمع المحلي عن طريق رفع كفاءة خريجي كلية الصيدلة.