دراسة حالة رقم 1
انهت دالشي بينج شهادة الدكتوراه في برنامج علم الأحياء الدقيقة قبل ثلاث سنوات وانضمت الى مجموعة من علماء الأحياء المجهرية في معهد البوليتكنيك للتكنولوجيا (PIT). خبرتها في تطوير المضادات الحيوية من شأنها أن تساعد على منع انتشار الأمراض المعدية، مع التركيز بشكل خاص على البكتيريا التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة، عصيات الجمرة الخبيثة. لتطوير علاجات فعالة، عليها هي و زملاؤها أن تتنبأ الاختلافات الوراثية في البكتيريا التي ستغير شراستها، و انتقالها من شخص إلى آخر. الدكتور ليم باجودا، أحد زملائها في معهد البوليتكنيك للتكنولوجيا (PIT)، و المعروف على نطاق واسع لقدراته على تحديد وعمل الطفرات ذات الصلة في البكتيريا وانشئ ذخيرة واسعة من البكتيريا المرشحة لكشفها. واستنادا إلى التجارب الأولية، لاحظت الدكتورة بينج والدكتور باجودا أن من السهل نسبيا انتاج شكلا مختلفا واحدا، و هو من الحجم و القوة ما يمكنه من أن ينتقل بشكل فعال كرذاذ وإحداث مرض شديد. الدكتورة بينج متحمسة من هذا الاكتشاف الرائع و ستعلن عن نشره في أقرب وقت ممكن. في رأيها، من المهم للمجتمع العلمي معرفة الاشكال البديلة ( المختلفة) بحيث يمكن للآخرين أن يعملوا على مسبب وتطوير تدابير فعالة مضادة. لكن ذعر الدكتور اجودا من المقترح واشار إلى أنه حالما وجدت أن هذه الطريقة في الكتب العلمية فمن المعقول أن أي شخص لديه الرغبة والخبرة يمكن أن ينتج بسهولة كميات كبيرة من البكتيريا المقوية ويسبب المرض والوفاة على نطاق واسع. د. اجودا و د. بينج وصلا إلى طريق مسدود.
إنشئ اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS) سلسلة من دراسات الحالة للمساعدة في تحديد القضايا المرتبطة بالبحوث ذات الاستخدام المزدوج. وتشمل دراسات الحالة هذه, مقابلات مع علماء فعليين شرعوا في التجارب العلمية المشروعة التي تبين لها آثار كبيرة ذات استخدام مزدوج.
انشئت كل من السياسة والأخلاق، والقانون الأساسي للمركز الإقليمي الجنوبي الشرقي للتميز للالتهابات الناشئة والدفاع البيولوجي (SERCEB) نموذج تعليم ذا استخدام مزدوج في عام 2005 ليألف علماء الحياة الممارسين والطلاب و محترفي السلامة الحيوية والإداريين, القضايا ذات الاستخدام المزدوج. عن طريق ادخال المستخدمين من خلال سيناريو فيه مرشحة حاصلة على درجة الدكتوراه تمر بها اهتمامات ذات استخدام مزدوج في أطروحة بحثها ، والنموذج يوفر سيناريو واقعي لتعليم المستخدمين كيفية التعامل بمسؤولية مع النتائج ذات استخدام مزدوج غير متوقعة. و يتم توفير دليل مناقشة أيضا من أجل إشراك المستخدمين في نقاش مع الزملاء بعد تجربة النموذج.
أسئلة للمناقشة
1. هل يمكن ان توضح ما هو الأمن البيولوجي في علوم الحياة ؟ هل يمكن ان توضح مفهوم البحوث ذات الاستخدام المزدوج؟
2.ما هي العلاقة بين الاهتمامات ذات الاستخدام المزدوج والسلوك المسؤول للبحث؟
3. ما هو شعورك حول مراجعة ما قبل النشر للأوراق التي تنطوي على واحدة من التجارب السبعة ذات العلاقة على النحو الذي تحدده الحكومة الاتحادية ومجلس العلوم الاستشاري الوطني للأمن الحيوي NSABB للمعايير ذات الاستخدام المزدوج ؟
4.ما لو كانت احدى أوراقك هي التي يجري مراجعتها؟
5. هل تشعر بأن القرارات المتعلقة بالرقابة على الاستخدام المزدوج يجب أن تكون موضوعة من قبل المجتمع العلمي أو من قبل الحكومة؟
اعتبارات إضافية
تناولت معظم الأحكام الصادرة عن حكومة الولايات المتحدة في عام 2001 و 2002 منع حيازة ونقل عوامل مختارة. في نفس الوقت الذي أصدرت فيه الحكومة قوانين لتنظيم أمن اكثر مسببات الأمراض خطورة في العالم، فقد ضخّت كمية كبيرة من المال في البحوث الأساسية للمساعدة في فهم طبيعة هذه الكائنات وخلق اساليب مضادة ضدها. و بتخصيص مليارات الدولارات لبحوث الدفاع البيولوجي و مع دخول الكثير من العلماء مجال الأمراض المعدية الناشئة، بدأ كل من المجتمع العلمي والحكومة باتخاذ خطوات لمنع إساءة استخدام المعرفة العلمية التي حتما سيتم الحصول عليها من البحوث المتزايدة مع هذه الجراثيم.
في عام 2002، شكلت الأكاديميات الوطنية للعلوم لجنة من الخبراء تحديدا للنظر في سبل حماية الصحة العامة والأمن الوطني من سوء استخدام العلوم البيولوجية.سميت اللجنة بلجنة معايير البحوث و تعمل لمنع التطبيق المدمر للتكنولوجيا الحيوية و نشرت تقريرا في عام 2004 سمي بالتكنولوجيا الحيوية البحوث في عصر الإرهاب (غالبا ما يشار إليه باسم "تقرير فينك") التي فحصت ابحاث علوم الحياة الحديثة في سياق الأمن الوطني، ودعت إلى إنشاء لجنة استشارية فيدرالية متخصصه لتقديم المشورة للحكومة بشأن كيفية التعامل مع التجارب التي يمكن أن يساء استخدامها و أن تسبب ضررا.
وفي عام 2005، أنشأت الحكومة الاتحادية مجلس العلوم الاستشاري الوطني للأمن الحيوي (NSABB). وكلفت هذه الهيئة بتعريف "البحوث ذات الاستخدام المزدوج"، أو الأبحاث التي يمكن أن يساء استخدامها لأغراض خبيثة. و كلف المجلس أيضا بتقديم توصيات إلى الحكومة الاتحادية حول سبل تحديد و رصد، و ابلاغ النتائج المترتبة عليها من البحوث ذات الاستخدام المزدوج.
اذن فما الذي يعتبر بحوث ذات استخدام مزدوج في علوم الحياة؟ البحوث ذات الاستخدام المزدوج هي الابحاث العلمية المشروعة التي قد يساء استخدامها لتشكل تهديدا بيولوجياً على الصحة العامة والبيئة، و / أو الأمن القومي. وفقا لمجلس العلوم الاستشاري الوطني للأمن الحيوي NSABB، هناك سبعة أنواع معينة من التجارب التي تعتبر اهتمامات ذات استخدام مزدوج. و هي:
- أي تجربة من شأنها أن تعزز من العواقب الضارة لعامل بيولوجي أو السم.
- أي تجربة من شأنها أن تعطل المناعة أو فعالية تحصين دون مبرر سريري و / أو زراعي.
- أي تجربة من شأنها أن تمنح مقاومة للتدخلات الوقائية أو العلاجية، أو تسهيل قدرة عامل ما أو سم للتهرب من اساليب الكشف عنه.
- أي تجربة من شأنها زيادة الاستقرار، القدرة على الانتقال، أو القدرة على نشر عامل بيولوجي أو سم.
- أي تجربة قد تغير نطاق المضيف أو طريقة استجابته للمؤثرات او من العوامل البيولوجية أو السموم.
- أي تجربة من شأنها أن تعزز من قابلية السكان المضيفين
أي تجربة من شأنها أن تولد عامل ممرض جديد او غير مألوف أو سم أو إعادة عامل بيولوجي تم القضاء عليه أو منقرض.
وقد أدرجت مسودة المعايير هذه في تقرير يونيو 2007 إلى وزير الصحة والخدمات الإنسانية. وشملت أيضا في هذا التقرير مبادئ للاتصال المسؤول عن الأبحاث ذات الاستخدام المزدوج ، و الاهتمامات والاعتبارات لوضع مدونة لقواعد السلوك لعلماء الحياة (NSABB الإطار المقترح 2007).
اخر اعتبار مهم لأي نقاش حول الأمن البيولوجي هو علاقته بالسلامة الحيوية. السلامة الحيوية لها علاقة بحماية الناس والحيوانات والبيئة من التعرض للعوامل المعدية أو مخاطر حيوية أخرى. دون التدريب والاحتياطات المناسبة المتعلقة بالسلامة الحيوية ، من غير المحتمل أن تكون جهود الأمن البيولوجي فعالة. السلامة الحيوية هي عنصر حاسم في الأمن البيولوجي وكذلك إلى السلوك المسؤول من البحوث في المختبر.