من الناحية المثالية، تعليمات التنفيذ المسؤول للبحث لا تغيّر فقط المواقف، وإنما أيضاً السلوك. من الأمثلة على السلوكيات المتغيرة بما يتفق مع السلوك المسؤول هي:
· استخدام المبادئ الأخلاقية / التفكير الأخلاقي في اتخاذ القرارات في المناطق غير المعرّفة بشكل واضح (المناطق الرمادية)
· التصرف بطريقة تتوافق مع أفراد الفئات الحساسة أو المكروبين
· أخذ دور فاعل للحفاظ على الوضع مع التغييرات في السياسات
يؤمن الكثيرون أن تعليمات الأخلاق يمكن أن تؤثر على عمليات التفكير التي تتعلق بالسلوك.
وقال آخرون " أنه من غير المرجح أن نتبين أي تغيير في السلوك عند الطلاب الذين تلقوا دورتنا التعليمية" ( ساكس و زيجلر ، 1993 ) .
يأمل الكثيرون أن التدريب في التنفيذ المسؤول للبحث من شأنه أن يقلل من حالات سوء السلوك الخطيرة. قد يكون هذا صحيحاً، ولكنه غير مدعوم بالأدلة
( كاليشمان و فريدمان ، 1992؛ ايستوود وآخرون ، 1996؛ براون و كاليشمان ، 1998؛ كاليشمان ، 2009) .
أظهرت دراسة أجراها لاكزيناك و انديريدن (1987) أن المنظمات التي تخلق بيئة أخلاقية وتفرض قوانينهم الأخلاقية لديهم مستويات أعلى من اتخاذ القرارات الأخلاقية .
وتدعم هذه الدراسة الجهود التنظيمية لتعزيز السلوك الأخلاقي .
في نهاية المطاف، فإن الهدف هو تنمية عمليات التفكير التي تعزز السلوك الأخلاقي، والذي يؤدي بدوره إلى السلوك الأخلاقي مهنياً.
" : يجب أن تكون لدى الشخص مثابرة كافية، قوة الأنا، ومهارات التنفيذ ليكون قادراً على استكمال نيته/ا للتصرف بشكل أخلاقي،
على تحمل التعب وضعف الإرادة، والتغلب على العقبات. " ( ريست وآخرون ، 1986).
عندما يؤمن الفرد أنه يمكن للأخلاق أن تدرّس، إذاً فهدفه هو التأثير على عمليات التفكير المتعلقة بالسلوك – أي، بكلمات أخرى، تغيير فكرة الطلاب
حول ما يجب عليهم فعله وكيف يريدون إدارة حياتهم الشخصية والمهنية.
المجتمع
البعد الإضافي لتغيير السلوك هو تطوير المجتمع؛ أي صنع التغيير ليس فقط على سلوك الفرد بل أيضاً على العلاقات بين الأفراد وتنمية حس التضامن مع الآخرين.
ما يلي بعض الأمثلة على هذا الحس بالانتماء للمجتمع:
· أن تزيد المحادثات بين الباحثين حول الأبعاد الأخلاقية للممارسات البحثية
· التعريف بباحثين آخرين
· أن تتقلص الفجوة بين الباحثين والمشتركين في الأبحاث
· الإدراك أن المؤسسة تؤمن أن هذا الهدف مهم
· التعريف بمعايير المجتمع وصقلها
إحدى وجهات النظر هو أن أحد أهم أهداف برنامج التنفيذ المسؤول للبحث هو مساعدة المتدربين على فهم العلاقة بين العلم والمجتمع ( ريزر و هايتمان ، 1993 ) .
سوازي، أندرسون و لويس (1993 ) استطلعوا مرشحين للدكتوراه وأعضاء هيئة التدريس من 99 من أكبر أقسام الدراسات العليا في الكيمياء، الهندسة المدنية،
علم الأحياء الدقيقة وعلم الاجتماع لقياس معدلات التعرض لسوء السلوك في البحوث الأكاديمية. تُلقي دراستهم هذه الضوء على مدى قوة تأثير سلوك أحد أعضاء
هيئة التدريس على تشكيل القيم والمعايير عند الطالب. وبنفس القدر من الأهمية،
تَصَوُّر طلاب الدراسات العليا حول موقف جامعاتهم بالنسبة للتنفيذ المسؤول للبحث يتبلور من خلال رغبة الجامعة، أو عدم رغبتها، بالخضوع للفحص الذاتي .
يؤمن ساكس وزيجلر ( 1993 ) أن تعليم النزاهة العلمية والتنفيذ المسؤول للبحث قد يعود بالنفع على المجتمع البحثي بشكل عام وليس فقط على المشاركين في الدورة.
العلم بحد ذاته يرتكز بشكل أساسي على القيم الأخلاقية، لا سيما الصدق ونفع الآخرين.
إشراك الفرد في إنتاج المعرفة يخلق مسؤولية أخلاقية اتجاه نتائج هذه المعرفة.