Dr. Irhaiel Gharaibeh Salutes JUST

Dr. Irhaiel Gharaibeh Salutes JUST

 

د. إرحيل غرايبة يكتب

تحية إلى جامعة العلوم والتكنولوجيا

العرب اليوم - الأربعاء 14/12/2011

 

لقد شعرت بالدهشة وأنا أدلف إلى رحاب جامعة العلوم والتكنولوجيا لأول مرة بدعوةٍ كريمةٍ من إدارة الجامعة للمشاركة في ندوةٍ قيمةٍ حول المشاركة الشعبية في الأردن, فقد بهرني جمال المباني وتنسيق الحدائق, والساحات الفارهة, والورود الزاهية المصطفة على جنبات الممرات, تنطق بالبسمة والسرور, ولكن ما هو أجمل حسن الاستقبال والتنظيم من إدارة الجامعة ابتداءً بالرئيس ونائبه, ثمّ العلاقات العامّة وكذلك عمادة شؤون الطلبة النشطة التي تعبّر عن وجه الجامعة المشرق المضيء.

مبادرة تستحق التقدير من إدارة الجامعة, أن تعمد إلى تنظيم هذا البرنامج المهم في التواصل مع المجتمع الأردني, والمشاركة في إجراء حوارات غنية وثرية وجادّة حول القضايا الكبيرة والخطيرة التي تهم المجتمع الأردني كلّه, وتهم المجتمع الجامعي والطلابي كذلك, بحيث يحضر الأساتذة والطلاب والإداريون, ورجالات المجتمع المحلّي في ندوات علميّة واجتماعية وسياسية واقتصادية للتباحث في شأن مشترك يمس كلّ واحد فينا, بطريقة مسؤولة, وبمنهج علمي موضوعي يهدف إلى الوصول إلى رؤى وملخصات وتوصيات, يستفيد منها أصحاب القرار, وتستفيد منها إدارة الجامعات كما يستفيد منها الطلاب, وكل الباحثين عن الحقيقة والحكمة.

هذا هو دور الجامعات الحقيقي, أن تكون الجامعة منارة علمية للطلاب والباحثين والدارسين, ومنبراً حراً للرأي الجاد المسؤول, وساحة للحوار الجماعي الثقافي, الذي يرفع سوية المجتمع ويسهم في بناء الجيل الجديد على قيم الحرية والكرامة والإرادة الجمعية, والمشاركة, واحترام الرأي والرأي الآخر, وتقبل الخلاف وإجادة فنّ التعامل مع التعددية الدينية والمذهبية والثقافية والسياسية بلا حساسية أو تعصب أو انغلاق.

ولقد شعرت في تلك الندوة بالفخر ونحن نتجاذب أطراف الحوار في معية النائب ممدوح العبادي, في محاولة للوصول إلى نقاط اتفاق بين أغلبية المحاورين, وقد وجدت توافقاً على الطرح القائل: إنّنا في الأردن أمام تحد كبير يفرض علينا جميعاً أن نصل إلى نموذج أردني في الإصلاح يتميز عن كل ما يجري حولنا, يتلخص بما يلي:

أن نرتقي في الأردن إلى مرحلة الديمقراطية الحقيقية والكاملة, بطريقة سلمية هادئة, بمشاركة جميع الأطراف السياسية بالتعاون مع مكونات المجتمع الأردني دون إقصاء أو إبعاد لأي طرف, بحيث يصبح الشعب الأردني صاحب السلطة الكاملة, في اختيار الحكومات ومحاسبتها ومراقبتها واستبدالها, ومحاسبة الفساد بطريقة ناجحة وناجعة وشافية, وكلّ ذلك يتمّ بطريقة متدرجة مدروسة, بعيداً عن العنف وبعيداً عن الفوضى وبعيداً عن سَوْق الأردن إلى المستقبل المجهول.

أعتقد أنّ الفرصة أمام الأردنيين جميعاً, رسميين وشعبيين, سانحة وممكنة, إذا صدقت النوايا وصحّت الشعارات, وإذا تمّ التعاون بطريقة منهجية صحيحة وممارسات مسؤولة تتمتع بالحسّ الوطني العميق والقدرة على استشراف المستقبل المصحوب بحسن التقدير وبعد النظر وأخذ العبر

دائرة العلاقات العامة.

Attachments:
Created at 12/14/2011 14:15 by Muhannad Almalkawi
Last modified at 12/14/2011 14:30 by Muhannad Almalkawi